8 سنوات معاناة انتهت بأيدٍ قطرية
عندما تسرق منك سنوات الشباب قدرتك على الحركة، وتحوّل أبسط الأفعال اليومية إلى مهمات مستحيلة، يصبح الأمل أغلى ما تبحث عنه.
هذه قصة شابة في الثامنة والعشرين من عمرها، عاشت 8 أعوام من المعاناة بسبب تشوّه نادر في ركبتها، قبل أن تتدخل الأيدي القطرية المخلصة لتعيد رسم مستقبلها من جديد.
التشوّه الذي حمل اسما طبيا معقدا "خلل التجويف الرضفي" حوّل حياة الشابة إلى سجن حقيقي منذ مراهقتها، فلم تعد قادرة على إحضار كوب ماء بنفسها، وتوقفت أحلامها في الدراسة والعمل والحياة الطبيعية عند حدود هذه الإعاقة المؤلمة.
وتصيب هذه الحالة النادرة التجويف العظمي الذي تتحرك فيه عظمة الصابونة، ما يسبب آلاما مبرحة وعدم استقرار في المفصل يمنع المريض من أبسط الحركات اليومية.
لكن التحول الحقيقي جاء عندما وصلت إلى مستشفى عائشة بنت حمد العطية، حيث نجح فريق جراحة العظام بمؤسسة حمد الطبية في إجراء أول عملية من نوعها في دولة قطر لمعالجة هذه الحالة المعقدة.
ولم تكن العملية التي استغرقت ساعات طويلة، مجرد إجراء جراحي تقليدي، بل تضمنت إعادة تشكيل كاملة للتجويف العظمي للركبة باستخدام تقنيات جراحية دقيقة ومتقدمة.
وكان الجانب الأكثر ابتكارا في هذه العملية هو زراعة غشاء حيوي متطور يحتوي على خلايا جذعية مستخرجة من نخاع عظم المريضة نفسها.
وتهدف هذه التقنية الحديثة إلى تحفيز الغضروف على التجدد الذاتي وإعادة بناء نفسه بشكل طبيعي، مما يساعد المفصل على استعادة وظائفه الطبيعية بشكل تدريجي ومستدام، ويعد هذا النهج العلاجي من أحدث ما توصل إليه الطب في مجال جراحة العظام.
وبعد نجاح العملية، عادت الشابة للمشي على قدميها من جديد، وانفتح أمامها باب الأمل لتحقيق كل ما حُرمت منه طوال سنوات المعاناة.
وتمثل هذه القصة شهادة حية على التطور المتسارع الذي تشهده المنظومة الصحية في دولة قطر، والتزام الكوادر الطبية الوطنية بتقديم أرقى مستويات الرعاية الصحية والعلاجات المتقدمة التي تضاهي أفضل المراكز الطبية العالمية، وتعيد الأمل لمن فقدوه.